الحدوتة السادسة .. قناعات خاصة

 ربما هي قناعات تخصني وحدي، وبالتالي لا الزم بها أحد ولا أدعي عصمتها من الخطأ. ولكنني أري الإعلان عنها في ذلك التوقيت من الزمن الذي نعيشه بات لزاما علي من باب "من كتم علماً الجمه الله بلجام من نار يوم القيامة"، ومن جهة أخري ربما يتحقق معظمها أو كلها فأكون قد قصرت في التنبيه عنها لمن يجهلها أو عليها لمن سمع بها وغفل عنها.

لذا استميحكم عذراً قرائي الأفاضل بالا يجادلني فيها مجادل، ولا يطلب مني احدكم ذكر مصادري او يناقشني بشأنها ان لم اذكر من تلقاء نفسي تلك المصادر، ولست احتكر العلم والمعرفة لشخصي وعليه لا ادعي عصمة ما أقول من الخطأ ولكني في غير محل مناقشة صحته من عدمها، تلك قناعة خاصة بي اطرحها عليك اخي القارئ ولك مطلق الحرية في الاقتناع بها او تجاهلها.

وكما يقول دائما اخي واستاذي عبد الله الشريف – يلا بينا.

القناعة الأولي .. اوشكت النهاية على البدء

نقلاً عن الكاتب انيس منصور – بالرغم من عدم اقتناعي بكثير من أقواله وافكاره- فقد ذكر نظرية في تطور نشأة الحضارة علي الأرض انها تبدأ من مرحلة الصفر ثم يزداد معها التطور الحضاري للبشر بوتيرة عجلة تصاعدية الي ان  يصل الي مرحلة تعد نهاية التطور بالنسبة لتلك الحضارة، بعدها ولسبب كارثي كبير تنهار تلك الحضارة بشكل مفاجئ وكامل وغالباً بشكل سريع وتعود الي مرحلة الصفر (ربما الجمع والالتقاط حتي) ولا يتبقى من ذكراها الا آثار قليلة تنجو من ذلك التدمير وتبقي بتقدمها الكبير الغير متناسب تماماً مع المرحلة التاريخية التي من المفترض انها تمت فيها، والشواهد علي ذلك كثيرة؛ من اهرامات الجيزة في مصر الي بوابة الشمس في حضارة الأنكا في البيرو، وحتي ما يروي عن حضارة اطلنطس المفقودة، والامثلة اكثر من ان تحصي هنا.

وعليه فاني أري في كثير من الميثولوجيا التي ندرسها أو نقرأ عنها أنها حقيقية وربما اقل غرابة من الحقيقة ذاتها، وبالتالي فإني مستعد لتقبل كل ما يمكن أن يقول الناس عنه أنه مستحيل أن يكون قد حدث وربما لن يحدث.

القناعة الثانية ... لسنا وحدنا

نعم نحن لسنا المخلوقات العاقلة الوحيدة على الأرض، وسيأتي الينا من الفضاء من مكان ما (يختلف على وجوده وتسميته الكثيرون) مخلوقات اخري أكثر تطوراً منا، سمهم بما شئت؛ زواراً أو ملائكة أو أصحاب الأرض، لن أختلف مع أحد في التسمية أو التوصيف.

كلنا نعلم أن الجن (لفظاً) هو ما جن عن الأعين أو تخفي عنها، وليسوا جميعاً من مارج من نار، الجان فقط كما اخبرنا رب العزة هو كذلك (وخلقنا الجان من مارج من نار - صدق الله العظيم) فهو في رأيي خلق من الجن أو من المخلوقات المخفية منها أو التي تتخفي عنا، وأيضاً ليس كل البشر من بني الإنسان ، بل اني اري ان الانسان ربما هو الذي يتشابه مع اجناس البشر الأخرى، وحتي يظهر أي تفسير لذلك لا احد يسألني عن آرائي، فقط ابحثوا، لعلكم تجدون الهداية لأسئلتكم.

ان اجناس البشر ليست كلها تعيش على سطح الأرض؛ بل يعيش البعض منها داخل الأرض أو في باطنها بشكل أو بآخر، ولا انادي لا بكروية الأرض ولا بتسطحها؛ فهو أمر غير محسوم ولا مجزوم لدي ولا حتى يعنيني في البحث عنه، وان كنت على يقين تام بأن باطن الأرض يحوي من مظاهر الحياة ما لا يتخيله عقل.

نقطة أخيرة قد تساعد على فهم أو تفهم وتقبل ما هو متوقع حدوثه من أمور في العهود القريبة؛ الانسان خلقه الله من مكونات الطين وعناصره الأرضية، ومع ذلك فهو في صورته وطبيعته الحالية بعيد كل البعد عن الطبيعية الطينية! ولا تعرف العناصر المكونة لجسمه الا بتحليل أنسجته، فلا نستبعد أن ينطبق ذلك ايضاً علي سائر المخلوقات العاقلة الأخرى، فربما كان الجان مخلوق من نار حقاً لكن طبيعته الحالية ليست نارية وتأخذ شكلاً مغايراً للنار، ولنعلم أن طبيعة الأشياء أو الموجودات حولنا ليست دائماً كما تبدوا لنا؛ فالضوء مثلاً بطبيعته الطيفية ان سار بنفس سرعتنا نحن سنستطيع الإمساك بفوتوناته كأجسام مادية محسوسة، ولو سرنا نحن بنفس سرعته أو ما يقاربها بالارتفاع او الانخفاض صرنا اشعاعات او كالإشعاع وتغيرت طبيعتنا، والحياة مليئة بالأسرار التي لم نصل الي مكنوناتها وفوق كل ذي علم عليم.

وعلى وجه العموم انصحكم قرائي الاحباب أن تضعوا نصب اعينكم الحقيقة الثابتة "ان كل شيء في الحياة نسبي يحتمل الوجه الآخر له"، فلا نضع كل حقائقنا التي نعلمها كمسلمات في اذهاننا بل نضع في الاعتبار انها يمكن ان تكون غير ما نعلم ولو بنسبة ضئيلة، لكن علينا الا نتحول الي الجانب الآخر الا بأدلة واضحة ودامغة غير قابلة للتشكيك وساعتها أيضاً نضع في حسباننا أن الوجه الأول ربما كان هو الحقيقة ولو بنسبة ضئيلة.

القناعة الثالثة .. يأجوج ومأجوج ربما كانوا بيننا الآن

ربما يكون رأيي صادماً للبعض ولكني اري أن يأجوج ومأجوج ربما كانوا صنفا من البشر وربما يعيشون بيننا الآن، فربما كان خروجهم قد حدث منذ وقت طويل وان خروجهم علينا الذي قصده الرسول محمد (ص) هو ظهورهم وتسلطهم، وبالنسبة لروايات الامام الطبري بشأنهم او التي تحدثت عنهم فلا اظنها الا من روايات الاقدمين عنهم وعن غيرهم وامتزجت بها الاساطير والموروثات الشعبية لتكون لنا في النهاية الصورة التي نعلمها عنهم.

اظنهم هم قبائل الخزر الهمجية التي سكنت شرق أوروبا في فترة من الفترات ومنها تفرعت الجماعات التي حكمت العالم وسيطرت عليه من أشاوس اليهود والصهيونية العالمية، راجع عزيزي القارئ تاريخ الساسة اليهود والي ما تنحدر اصولهم وتأثيرهم السيء علي كل المجتمعات التي عاشوا فيها وعاثوا فيها افساداً وتدميرا، تساءل عزيزي عن المملكة الخفية التي تحكم العالم وأصحاب الدرع الأحمر تحديداً ومم ينحدرون أو من أين، ثم قارن من جهة أخري بين هذا التأثير والتأثير المتوقع حدوثه من يأجوج و مأجوج حال خروجهم المنتظر كما اخبرت عنهم الروايات والاحاديث المختلفة – والله اعلم.

القناعة الرابعة .. نحن نرزح تحت الاحتلال الأعظم في تاريخ البشر

نحن مسيطر علينا في الأرض من جنود ابليس اللعين وتابعون اليه مباشرة، ونحن في حرب مقاومة للفكاك من هذا الاحتلال وتلك السيطرة.

بدون الدخول في تفاصيل كثيرة ومثيرة في ذات الآن؛ نحن محكومون في الأرض بأعوان الدجال او المسيخ الدجال رجل ابليس اللعين الأول ونائبه في حكم الأرض والسيطرة عليها، نجح هؤلاء الاعوان بكافة اطيافهم وصفاتهم وشخصياتهم وادوارهم في احكام سيطرتهم على الكرة الأرضية تمهيداً لخروج سيدهم الدجال ليحكم الأرض باسم سيده وحليفه ابليس اللعين الذي يلقبه اتباعه بلقب "امير هذا العالم"، ولكن الله متم نوره وننتظر نحن المؤمنون بدورنا هذا الوعد الحق.

لا ندع المظاهر تخدعنا، الدول التي نحسبها هي المتسيدة لهذا العالم والمسيطرة عليه هي في حد ذاتها ترزح تحت حكم وسيطرة تلك النخب من أعوان الدجال، هم يمتصون دماء شعوب تلك الدول ويستنزفون خيراتها ويوجهون سياساتها المختلفة لخدمة مصالحهم ومخططاتهم هم بالرغم من تعارضها مع مصالح شعوب تلك الدول وضد توجهاتها ومطالبها، حتي اذا أضحت تلك الدول مستهلكة (بفتح اللام) وأدت الأدوار المنوطة بها لخدمة مصالح تلك النخبة وأهدافها تركوها وربما اهلكوها بشكل تدميري لصالح الدول الجديدة التي يسيطرون عليها لتنفيذ أدوار جديدة وتسيير حركة مخططاتهم الجهنمية، حدث ذلك مع دول مثل هولندا والبرتغال ثم استبدلوهما بفرنسا ثم بريطانيا وأخيرا بالولايات المتحدة وروسيا، وربما كانت الدولتان الأخيرتين هما نهاية المخطط، حيث الإعلان عن ظهور وخروج سيد العالم المتحد تحت لوائه والذي سيحكمه من القدس الشريف (اورشليم) بعد أن يتم افناء باقي القوي لصالح شرذمة قليلة، وسيكون للصين والهند دور مباشر في هذا.

لنعلم أن الامر لا يتعلق بدين او ملة او حتى جنس معين، وان كانت تلك الأمور الثلاثة ستستغل أسوأ استغلال في تنفيذ ذلك المخطط الجهنمي، وسيكون الضحية هم الشعوب العربية ومقدراتها وحرياتها، ستحدث فيها مقتلة عظيمة ربما هي الأكبر والابرز منذ ظهورهم كشعوب وقبائل متمايزة عن غيرها.

تذكروا جيداً؛ الامر لا يتعلق بدين او مله او جنس، من بين من نظنهم اعدائنا سنجد الأصدقاء والمعاونين المخلصين، ومن نعدهم حلفاء طبيعيين ومنطقيين ربما سيكونون هم أعوان الشيطان الحقيقيين.

القناعة الخامسة .. التسونامي الأعظم قادم

يشهد العالم انقلاباً مناخياً بات مصيرياً لا يمكن الرجوع عنه، سواء من الظواهر المناخية الحالية الناتجة عن سوء استخدام البشر للموارد ومن التلويث والتدمير المتعمد للبيئة والمتزايد بوتيرة تصاعدية رهيبة او من أخطاء سياسية او عسكرية كارثية او حتى من أخطاء صناعية بأيدي البشر (لاحظوا ان كل الدوائر تتقاطع عند البشر).

ربما من أحد الأسباب السابق ذكرها او كلها وربما مع غيرها أتوقع انهياراً كارثياً قوياً للمنظومة الحياتية لكوكب الأرض وسيكون من مظاهرها سلاسل من الهزات الأرضية وثورات البراكين العملاقة وفيضانات عارمة وموجات بحرية رهيبة (تسونامي) تغرق كل المناطق الساحلية ولأعماق كبيرة في الداخل، لذا انصح الجميع وقدر المستطاع بتجنب المناطق المزدحمة والساحلية والهروب الي الخلاء او السكن فيه حيث اجده أأمن وأكثر سلامة وبعيداً عن الاخطار.

كما انصح بان نهتم بحياتنا الشخصية أكثر والقرب من احبابنا واهالينا بقضاء فترات أطول معهم، وقبل كل هذا وذاك علينا العودة الي الله والفرار من غضبه اليه وهو الرحيم الودود سبحانه جل وعلا.

 

القناعة السادسة .. لنستعد

على كل من يوطن نفسه أن يكون له دور في مقاومة الشر الذي سيجتاح العالم قريباً أن يكون مستعداً ومتجهزاً له، الآن ليس لنا دور سوي الانتظار والترقب حتى يأذن الله بما قدره، مع الايقان منا بحتمية وعد الله بنصر عباده وإظهار الحق مهما علا الباطل وتجبر، كل ما بشر الله به قادم، ستاتي ملاحم آخر الزمان تترا، وستكون محن عصيبة يختبر الله بها صبر أوليائه ومثابرتهم ليميز بها الخبيث من الطيب ثم كما بشر جل وعلا سيقطع دابر الكافرين.

ستأتي السنوات الخداعات، فلنحذر ولنتريث ولنفكر جيداً فيما نحن مقدمون عليه، لا ننساق ضمن سياسة القطيع لكل هاتف مهما كان امره، علينا التبصر فيما سنقدم عليه من أمور ولنفهم علتها ومدي جدواها، رب صديق ظاهر هو عدو خفي والعكس بالعكس، فلا ننقاد لرأي صديق ولا نفزع للقاء عدو حتى نتبين ما نحن مقدمون عليه ومدي جدواه لنا.

لنبحث عن بعضنا البعض ولنتقارب بكل اشكال التقارب ماديها ومعنويها حتى يعاضد بعضنا بعضاً ونعين بعضنا البعض على ما هو آت، معاً سنكون قوة وسنتجاوز الصعاب بإذن الله.

دمتم بخير

تعليقات

المشاركات الشائعة