الحدوتة الثالثة عشر .. هل نحن حقا امة بين الأمم ؟

 مازالت الشوفونية والنرجسية تتملك عقولكم يا أبناء وطني العربي والإسلامي، وبخاصة العرب منكم، وما زلتم تتشدقون يا من تتسمون باسم المسلمين – والإسلام منكم براء – بالآية الكريمة "كنتم خير امة أخرجت للناس" صدق الله العظيم وكأنها انزلت لوصفكم!

فهل نحن اصلاَ امة بين الأمم؟

صدقوني اكاد اجزم بان اجدادنا ممن صنعوا تاريخ العالم وحضارته في القرون الوسطي منذ صدر الإسلام وهم من عدتهم البشرية – وعن استحقاق – هداة الإنسانية وقادتها الفكريين والحضاريين، أن احوالنا وسيرتنا اليوم ستصيبهم بالخزي والعار منا، وربما تبرأوا من نسبنا وظنونا دخلاء محتلين لأراضيهم وقد أبدنا نسلهم وسكنا ديارهم.

لأضرب لكم امثلة مختصرة علي صدق زعمي وتدليلا على صحته، ليكن مثالنا الأول هو مدي تمسكنا بديننا مصدر عزتنا وقوتنا ورفعة حضارتنا، اين نحن من الإسلام والتمسك بشعائره؟ دون الدخول في تفاصيل يعلمها القاصي والداني هل نحن على ما كان عليه آباؤنا الأول في صدر الإسلام؟

هل نتمسك بحبل الله كما امرنا الله ضمن أوامره التي امرنا بطاعتها ونتجنب ما نهانا عن فعله؟ ام العكس؟

وماذا عن القيم والمبادئ والمثل التي حفرت مكانتنا في صدارة الحضارات علي مر التاريخ الإنساني، كهداة مهديين وعلماء معلمين ولأبناء الأمم الأخرى مصلحين ومؤدبين، هل لا زالت تعيش بيننا؟ يعلم كل جيل فينا ان منحني التمسك بأخلاقنا وقيمنا التي توارثناها ينحدر بشكل متسارع جيلاَ بعد جيل، حتي اضحي كل جيل لا يري في الاحدث منه الا كل انحلال وتفاهة وجهل ولا يشتم فيه ريح اصلاح باي حال من الأحوال.

لقد أرسل ملك فرنسا ابنته الي قصور اعدائه اللدودين من ملوك الاندلس المسلمين (واشدد على كلمة ملوك) لأنهم لم يكونوا بالقدر الكامل للالتزام بتعاليم الدين، ورغم ذلك كانوا من العلم والسمعة الطيبة والتقدم الحضاري بحيث ارسل اليهم عدوهم ملك فرنسا بأعز ما لديه لكي تعيش أجواء الحضارة والرقي وتنهل ما يجعلها سيدة متحضرة راقية تبز اقرانها وتكون جديرة بالملك والحكم لهم، ناهيك عن كونه ارسل (فتاة وليس فتي) قد تجلب له عاراَ مما يدل علي ثقته في اخلاقهم وصونهم للأعراض والامانات.

من يمكنه ان يكرر ذلك الفعل حالياَ مع أي دولة من شراذم دولنا واشباهها؟ ولمن يتحجج بضعفنا العلمي عمن حولنا مما لا يغري بتكرار ذلك الفعل في عصرنا هذا، افلا يكفي وجود كافة المقدسات لكل الأديان لدينا لتكون سببا لتكرار الامر؟ ام ان الحج الي بلادنا يكون لأجوائنا ونسائنا فحسب!

اعلم ان كلامي موجع – قرائي الاحباب – ولكني هنا ليس لأجاملكم واردد على مسامعكم الاباطيل التي اعتدنا ترديدها حتى صدقناها وتمادينا في تصديقها حتى عايشنا اوهامها فاضحينا كمن يري المراعي والشلالات في نظارة للواقع الافتراضي وهو يسكن الصحراء! بل ان قلمي استخدمه لتبصرتكم بل ووخزكم -ان لزم الامر– لتستفيقوا من غفلتكم واوهامكم لتروا واقعكم الحقيقي وتفكروا بعد ذلك في كيفية تغييره وتشرعوا في ذلك، حتى وان كان هذا الوخز مؤلماَ أو صادماَ.

نعم يا احباب، لسنا ولو مجرد امة تحتسب بين الأمم ولا نمت لماضينا بأدنى صلة.

تعليقات

المشاركات الشائعة