الحدوتة السابعة .. يلا نعمل جمعية

 - اعلم انه سيتبادر الي اذهانكم صورا عدة للكلمة ، ولكني اعني بـ "الجمعية" هي تجمع عديد من الافراد حول إقامة نشاط خدمي نافع للبيئة او المجتمع المحيط دون انتظار مقابل مادي او ادبي ، الا رضا المولي طبعا او نتائج إيجابية تعود بالنفع علي هذا المجتمع .

اسمع اصواتكم المتعجبة ؛ وما الجديد الذي قدمته ؟ يلا نعمل جمعية !

مهلا يا سادة – ولنتدارس الأمر نقطة بنقطة

- يتطلب انشاء جمعية خيرية مقر له تجهيزه الخاص ومتطلبات معينة، وقائمين علي أنشطة الجمعية يجتمعون دوريا ومعهم أدوات أعمالهم ليضعوا خططهم لأنشطة الجمعية ويتدارسونها ثم يضعون ذلك في مرحلة تالية حيز التنفيذ علي ارض الواقع مع تجمعهم في لقاءات دورية ليتدارسوا ما تم تنفيذه .

- مكان العمل يحتاج الي إمكانيات والتزامات بمن سيرعاه ويسير اعماله ، والاجتماعات واللقاءات تحتاج الي توفر الوقت والمجهود والمثابرة والتنسيق لإتمامها ، والكيان ككل يحتاج الي خطوات وإجراءات قانونية وبيروقراطية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم .

- سننتقل من هذا المقر الي مقر افتراضي (اونلاين) نجري فيه كل ما نجريه من اعمال نقوم بها في المقر الاعتيادي مع اسقاط او تطبيق ما اتفق عليه وتم الاعداد والتخطيط له علي ارض الواقع مثلما يحدث في المعتاد دون أي تغيير او معوقات .

بل علي النقيض تماما سنجد ما يلي :

سهولة التجمع وابداء الآراء ومناقشتها دون معوقات مثل توقيتات التجمع واماكنه والمشقة التي يلاقيها المجتمعون مما قد يحول دون التزامهم بالحضور او التفاعل في النقاشات ، يكفيك ان تكون بالبيجامة وتحتسي قهوتك المفضلة وانت جالس تذاكر للأولاد او تناكف في المدام ! وفي ذات الوقت تدير الاجتماع بكل سهولة (اونلاين) وكأنك بين الحاضرين !

حلوة وسهلة – مش كده ؟

ستتمكن من تجميع اكبر عدد من الحاضرين في اقل وقت ممكن وسيكون لديك عدد من الأدوات التي تمنحك إمكانيات وصلاحيات إدارة اجتماع ناجح مثل : تستطيع توزيع جدول الاعمال او القرارات او اية مستندات تخص الحاضرين وحتي الغائبين منهم في سرعة وسلاسة بدون تكاليف إضافية ، سيمكنك تحديد المشاركين في النقاش من الحاضرين للاجتماع كمراقبين او الذين يودون الزيارة للمتابعة فقط دون ان يكون لهم تواجد رسمي او تدخل ، سيمكنك اجراء تصويتات علي أي قرارات بشفافية واضحة للجميع لن تسمح لأحد بالتشكيك في نزاهتها ، سيمكنك السيطرة علي الاجتماع دون ان يحدث فيه ما يعكر صفوه او يعيقه او يفسده من بعض المعيقين او أصحاب المزاج السيء ... الخ تلك المزايا.

الفكاك من أي معوقات بيروقراطية او روتينية تقتل كل طموح او امل في أي نجاح ، انت حر نفسك وسيد قرارك ؛ خطط ورتب وتشاور واقترح ، وحين تهم بالتنفيذ ستجد الف وسيلة ووسيلة لإنزال هذا الطموح من الفضاء الافتراضي الي ارض الواقع ، بل ستجد تهافت من الجميع علي التعاون معك وتخليص اية إجراءات تريدها ، كما انك ستجد قوة في تنفيذ ذلك المشروع المعد له مسبقا اعدادا جيدا في هدوء ورصانة .

ستشارك معك في انشطتك ومشاريعك طوائف وشرائح من المجتمع ما كنت تتوقع ان تشارك ، وما كانت هي لتحلم ان تجد تلك الفرصة وان كانت تتوق لها بشدة ؛ كالنساء بصفة عامة وخريجات التعليم بل وحتي الأطفال ! ، وستنفك عقدة مشاركة المرأة في المجتمعات الريفية او البدوية او النائية ، وستنحل عقدة المسافات البينية والتي تحول كثيرا دون مشاركتهم في اية فاعليات ، وربما ستجد من تلك الشرائح نشاطا وقوة لن تجده حتما في الشرائح التقليدية التي تشارك في هذه الأمور في رداء " كدابين الزفة " .

ستقل تكاليف الانفاق علي تلك المشاريع الي اقل حد ممكن مما سيوفر المال والجهد لمزيد من الأنشطة والتوسع فيما هو قائم .

قائمة الفوائد تطول وتتسع .

- سأضرب لكم امثلة لما يمكن ان نقوم به من مشاريع ضمن ذلك الاطار المبتكر ، مع العلم ان معظم تلك الأفكار موجودة ومطبقة بالفعل ، كأنها قطع فسيفساء متفرقة اذا انتظمت في تلك الصورة ستضحي افضل واكثر فائدة وفاعلية ، واليكم الأمثلة في المجال الشرعي والديني ، وما احوجنا حاليا الي تقويمه واستعادة دوره !

أ. يمكن عقد جلسات تحفيظ للقرآن الكريم اونلاين ، وهناك الكثير من البرامج التي يمكنها ان تقوم بذلك الامر (عمل ميتنج meeting ) مما سيسهل الامر علي الكثيرين ويوسع قاعدة التحفيظ والحافظين او الدارسين لكتاب الله ، قياسا علي ذلك ضع كافة العلوم الشرعية في ذات الخانة .

ب. يمكن عمل ندوات او لقاءات متعددة في أي مجال بكل اريحية ؛ فالاهتمام هنا سينصب علي تحضير ضيوف اللقاء أيا كان شكله ، اما الحضور ومكان اللقاء وتجهيزاته وتوقيتات اللقاءات ... الخ فكلها ستتم بأفضل ما يكون ، فضلا عن ان تسجيل تلك اللقاءات سواء في صورة فيديوهات او في صور مكتوبة او حتي علي هيئة برمجية سيزيد من قاعدة المستفيدين بشكل مطرد ، واكبر تجربة تدلل علي نجاح ذلك هي اكاديمية العلوم الشرعية (زاد) اونلاين التي انشأها خالد الثواب بإذن الله الشيخ المجدد عبد الرحمن المنجد.

جـ . فكرة انتشار المدارس الدينية (والتي نفتقدها حاليا نظرا لما نمر به من ظروف) لو تم تطبيقها اونلاين ستحل الكثير من مشاكلها سواء من ناحية التمويل او التعقيدات البيروقراطية او حتي النواحي الإدارية والتنظيمية ، فعلا ستعد نقلة نوعية كبيرة في مسار تلك المدارس العظيمة ودورها الهام ، وانا من هذا الموضع اعلن عن حجر أساس لمدرسة من هذا النوع واطلب متعاونين معي في هذا الامر (( لليوتيوب – برجاء اعلامي بمن سيتعاون معي في هذا الشأن من خلال التعليقات اسفل الفيديو ))

إلي غير ذلك من أفكار .

في المجال التعليمي .. نجد ان الامر يتسع ليجعل من الدور الخدمي الذي يمكن ان تقوم به الجمعية في مجال التعليم ونشر الوعي الثقافي أكثر رحابة وسهولة ؛ فالأمثلة علي المواقع الاليكترونية التعليمية والثقافية اكثر من ان تعد او تحصي ، وما علي الجمعية الا القيام بدور مشابه لها مع تخصيص التجربة حسب إمكانيات الجمعية والاهداف التي تسعي لها .

فمثلا : يمكن التنسيق اونلاين لمشروع يهدف الي محو الامية ورفع المستوي التعليمي للصغار من خلال توظيف طاقات العاطلين من الفتيات الخريجين من الجنسين ، بل وكل الشرائح التي يمكن ان تساهم في هذا الامر ثم تطبيق التخطيط والترتيب علي ارض الواقع بشكل يمكن تفصيله في موضع آخر .

من جهة ثانية يمكن عمل ندوات في أي مجال اونلاين وعرضها علي الأعضاء من خلال احد مواقع الفيديو او التواصل الاجتماعي وما اكثرها ، بل وحتي يمكن بثها بشكل مباشر في مواعيد محددة .

والمعين لا ينضب من أفكار في هذا المجال .

في المجال الطبي .. يمكن عمل ندوات في مجال التوعية الطبية مثلا اونلاين بإشراف وترتيب الجمعية ؛ يتم فيها استضافة المختصين ، كما يمكن عمل نشر لأي وعي ثقافي من خلال تلك الصفحة او الموقع ، كذلك يمكن كفكرة ذهبية استضافة احد المختصين المشاهير في أي مجال من خلال شات معين يرد علي أسئلة من يحتاج الي سؤاله بما لا يمكن لذلك المحتاج طرح تلك الأسئلة او الاستشارات في الواقع ، وقد تكلفه الكثير .

ومرة ثانية المعين لا ينضب من أفكار في هذا المجال .

وبصفة عامة الأفكار ستتوالد تلقائيا حول كيفية الاستفادة من الوسائل التكنولوجية والاتصالاتية الحديثة وعلي راسها الانترنت في انشاء مشروع خدمي جيد يمكن منه افادة المجتمع – أي مجتمع – بكل شرائحه ايما افادة .

فما الذي يعطلنا اذن ؟

يلا بينا نعمل جمعية !

تعليقات

المشاركات الشائعة