الحدوتة الخامسة عشر .. الحرب القادمة .

 الحرب القادمة او الحرب قادمة، كلاهما يصلحان عنواناَ لتلك الحدوتة، بالنسبة لعنوان "الحرب قادمة" هي ليست نبوءة (فلست بمتنبئ) ولكنها توقعات مؤكدة ويقينية بناء علي سيناريوهات مدروسة وشبه معلنة منذ فترة ليست بالقصيرة، وكأننا نساق الي مجزرة تلك الحرب زرافاَ دون وعي منا او إرادة، صدق الثعلب الصهيوني الماكر هنري كيسنجر عراب السياسة الامريكية حين قال "من لا يسمع طبول الحرب فهو اصم" وأقول "ومن لا يري مقدماتها ودلائل حدوثها فهو اعمي البصر والبصيرة".

ليس حديثي الان عن الحرب ذاتها ولكن احاجيكم عن بعض عواقبها وما يجب علينا فعله حيال معالجة تلك التداعيات علي المستويات الفردية والشخصية، اما المسئولية المجتمعية فهي تتعلق بالانظمة الحاكمة وهذا ما لا نملك الحديث بشأنه.

يجب عليك عزيزي القارئ الاهتمام بالتزاماتك الفردية حول نفسك والمحيط الأصغر من حولك، امسك عليك نفسك وليسعك بيتك، اهتم بالتقارب الاسري من حولك فربما كان هو المجتمع الأساسي والوحيد الذي ستعايشه، عالج نقائصك الشخصية وبعدك عن طريق الايمان، اهتم باعداد ابناءك وتربيتهم وتهيئتهم لما هو قادم بتعويدهم علي الجلد وحسن التصرف في المواقف الصعبة، حاول تحسين وضعك المالي والاقتصادي بقدر المستطاع وافضل الطرق الي ذلك العمل اونلاين (ولنا معه وقفة في وقت لاحق).

انتحي بمسكنك واستقرارك الي المناطق المتطرفة البعيدة عن الازدحام واستمتع بحياتك قدر امكانك ولكن في اطار الشرع، حدد اطار علاقاتك الاجتماعية؛ لا اقصد قصرها علي فئة معينة او محددة ولكن لتكن سطحية او قائمة علي التعاون والمنافع فحسب حسب طبيعة مجتمعك الذي تعيش فيه واشكال العلاقات بين افراده، ولتقتصر علاقاتك القوية والحميمية علي مجموعة محددة تشترك معك في صفات عقلية وفكرية وثقافية معينة ولا تشترط ابداَ علاقة الدم في ذلك.

مارس تمارين اليوجا والاسترخاء وارشح لك اليوجا الإسلامية (الصلاة ركعتان ركعتان بخشوع تام وفي جو هادئ ويفضل في الخلاء بعيداَ عن أي ضوضاء او مظاهر تمدن) واستمع الي الموسيقي الهادئة واقرأ كثيراً من القرآن (بالنسبة للمسلمين)، واياك ان تهمل ممارسة الرياضة خاصة المشي.

ابتعد عن الجدال تماما ولتكن نصائحك لمن حولك مقتضبة غير مكررة، ولا تعطي النصيحة الا لمن يطلبها والاولي بها من يلح في ذلك الطلب وكذلك العون والمساعدة، اعمل بكل طاقتك علي تثقيف نفسك فهذا ما سينفعك لاحقاَ وابتعد عن العلوم التي لا تنفعك او حتي التي لن تستخدمها لاحقاَ وان كانت جيدة او التي يمكنك الوصول اليها وقت الحاجة مثل العلوم الفقهية والدينية حيث لن تصل فيها الي المستوي المطلوب الوافي لاصدار فتوي شرعية تحتاجها وبالتالي فدراستها اهدار للوقت والجهد ويمكنك سؤال اهل الفتوي المعتبرين حين يعن لك سؤال منها.

لتكن مستعداَ لتقبل كل ما هو جديد وغريب من حولك، حاول استيعاب المتناقضات التي بدأت تظهر وستزيد بمرور الأيام، ولا تقف كثيراَ عندها، ما ستجهله اليوم ستعلمه غداَ وبالتالي لا داعي لاصدار احكام نهائية عليه في الوقت الحالي، لا تصدق كل ما تراه عيناك او تسمعه اذنيك بخاصة بداية من عام 2021 بل تفكر فيه جيداَ وابصره ببصيرتك قبل بصرك، لا أقول لك انكره او كذبه ولكن لا تضعه كاملاَ في خانة الصدق المسلم به، لا تستمع الي الاعلام المحلي والحكومي منه بالذات باي حال من الأحوال او الاعلام الموجه الذي ترعاه جهات كبري، استمع الي ما يمليه عليك حدسك وقلبك فان انكر شيئاَ فانكره.

لا تستثمر وقتك او جهدك فيما لا يفيد وان كان من اهل بيتك بل وفرهما لمن منهم يستفيد، استعد لمعركة القضاء علي الشر حين تنشب فحتماَ لك دوراَ (ان اردت أنت!)

كن مستعداَ.

تعليقات

المشاركات الشائعة