الحدوتة الرابعة عشر .. كيف تدمر امة ؟

 قرائي الأعزاء.

أثراء للمحتوي الفكري حتي في مجال شاذ كهذا احاجيكم بتلك الحدوتة، سأشرح لكم بإيجاز الخطوات العملية لتدمير اية امة، وبإسقاط بسيط سنتعرف سوياَ علي كثير من الأسباب التي أدت الي ما نحن فيه اليوم، وتلك هي الخطوة الاولي للإصلاح، فلتحتسوا رشفة شاي كبيرة ولتلتقطوا نفساَ عميقاَ ولتعيروني آذانكم قليلاَ.

"انما الأمم الاخلاق ما بقيت" شطرة بيت شعر اصابت كبد الحقيقة، اذا استطعت اسقاط الجانب الأخلاقي في أي مجتمع فقد اجتزت المرحلة الأصعب في سبيل تدميره، بخاصة بين عماد المجتمع وقوته الضاربة الا وهي الشباب، انشر الفساد بين كل طبقات المجتمع من اعلي المسئولين حتي الافراد العاديين، قنن الفساد الأخلاقي بكل صوره واعطه الشرعية لوجوده والأدوات الفعالة لإنتشاره والقوة الكافية لحمايته من اعدائه التقليديين (المصلحين والأخلاق الحميدة)، حينئذ ابارك لك في دق اكبر المسامير في نعش اية مجتمع مهما عظم وتحصن.

"ايكال الامر لغير اهله" ببساطة وضع شخص في منصب ما لا يتناسب او يتوافق معه، وليس شرطا ان يكون الشخص فاسد ولكن الأهم ان يكون غير مناسب لتلك المهمة الموكلة اليه، سواء من ناحية القدرات الفنية او العلمية او المهنية او حتى القدرات الشخصية واية قدرات من أي نوع، ولو جمعت بين ذلك جميعاَ او اغلبه فقد حققت أعظم الإنجاز في افساد المجتمع وتخريب مصالح العباد، اما ان ضممت الي ذلك فساد الشخص أخلاقيا فانت مصنف كمفسد من الطراز الأول وابشرك بجهنم وساءت مصيراَ.

"عليكم بالنساء، فانهن في اية مجتمع اما فاس لزراعته او معول لهدمه"؛ فالمرأة المثقفة المتعلمة الملتزمة اخلاقياَ، وبما حباها الله من قدرات عملية عظيمة خطر عظيم علي اية محاولة لهدم ذلك المجتمع وسداَ منيعاَ ضد أي محاولة لإسقاطه، عليكم بعقولهن فلتجعلوها سطحية هشة (ولا اظنكم ستبذلون مجهوداَ كبيراَ في سبيل فعل ذلك، بل الامر ايسر مما تظنون)، اجعلوا بيوتهن آخر اهتماماتهن، العبوا علي وتر عقدتهن الازلية التي زرعها الرجل فيهن بغباء علي مر الزمن وهي التساوي به، لا تجعلوهن يفهمن المساواة علي حقيقتها، وفي المجمل ابعدوهن بل ونفروهن من تعاليم الإسلام وما فيها من مزايا لهن ان كنتم لإفسادهن تطمحون.

"الترف والاسراف يتبعهم الأيام العجاف" الاستمتاع بما انعم الله علينا أمر مندوه ولا غبار عليه، لكن ما زاد عن حده سينقلب حتماَ الي ضده، وكلما ازدادت تلك الصفة في مجتمع زادت عوامل فساده مثل سطحية التفكير والخمول والبعد عن الفضيلة ... الخ لكل افراده واصبح قنبلة موقوتة تنتظر المحفز المناسب لتحطم كل ما حولها.

النصائح في هذا المجال كثيرة لكني سألخصها في أهمها وهي:

أعطني شعباَ بلا ضمير        اسلمك قطيع من الحمير

ويجعله عامر!

تعليقات

المشاركات الشائعة