الحدوتة الحادية عشر .. وتعود للرق برغبتها

 المرأة لم لا ترغبه أو تطيقه بما يشكل نوعاً من القهر والاستعباد، وفي شقه الثاني استخدام الجسد كوسيلة لهذا القهر.

هنا يبرز دور المنطق بنصيحته التلقائية " فلتحمي وتستري ذلك الذي يمثل المطمع فيك، ولتجعليه رمزاً لعزتك وتمسكك بكرامتك وحريتك، وعليه فاسباغ الستر و التعفف علي جسد المرأة ومقاومة اي محاولات لهتك ذلك الستر هو الف باء التفكير العقلي المنطقي، ولكننا نجد من شقائق القلوب ونصف الدنيا ما يجعل المنطق ينتحر وهو في قمة اندهاشه!

كل الشرائع وكل الفضائل تنادي بستر جسد المرأة وعفتها، وكلها تحذر من مخاطر ذلك التبذل وما يتبعه من تحلل علي كيان المجتمع ككل وتفككه، وتنادي بهذا الشئ ليس من باب القهر للمرأة او حداً من نوع ما من الحرية بالنسبة لها او انتقاصاً من حقها في الاختيار والتعبير عن رايها، ولكن من باب التكريم والتبجيل لها، بل وضعتها في بعض الاحيان في مراتب اعلي واجل من قدر الرجل وكيانه في المجتمع، كمثال لذلك ما نجده في الثقافات الشرق آسيوية بخاصة الثقافة الهندية، ونجد تصوير الشرائع السماوية الثلاث لشكل المرأة ومقامها ودورها ما يرقي احيانا الي مرحلة التقديس كما نجده في الشريعة الاسلامية المحمدية.

ولكن العجب وكل العجب ان نجد المرأة ذاتها (صاحبة الحفلة كما يقال في الامثال) هي من تكافح لكشف سوءتها والتي هي علامة وسبب استرقاقها في ذات الوقت، وتحارب بكل ما تملك من قوة لهتك سترها وحرمتها التي هي بالاساس مصدر عزتها وسيادتها، ورمز علو مكانتها وشأنها بالمجتمع، وكأنها تحن الي الاسترقاق وتعشق قيود العبودية في نوع عجيب من المازوخية وضعف القدرة العقلية!

هل تحنين سيدتي الملكة الي حياة الحرملك حيث تمكثين في انتظار استباحتك من الرجل وقتما يشاء وكيفما يشاء؟ فترحبين بوضع ذات القيد القديم في رقبتك والذي حررتك منه الشرائع والفضائل واضحيتي تلحين لوضعه بيديكي ؟

لقد كنتي في مرحلة من الازمان مجبرة علي تلك الحياة، اما اليوم فانتي من تقدمين نفسك لقمة سائغة لكل افاك اثيم باسم ما خدعوكي به واطلقوا عليه (الحرية) فيلوكها بتافف ويمتص حلاوتها ثم يبصقها في بقعة قذرة، ولم لا والمعروض كثير ورخيص ويزداد كثرة ورخصا مع تزايد دعوات "التحرر" والتحضر المزعومة.

لتعلمي ايتها السيدة/العبدة والمليكة/المملوكة انكي تذلين قدرك وتهونين منه حينما تكشفين رمز عزتك وقوتك لكل خوان اثيم، كمن يكشف قطعة الحلوي القيمة فيتهافت عليها ويلتصق بها اقذر الحشرت ثم يشكوا بعد ذلك انها اضحت موئلاً للأمراض وعاراً علينا التخلص منه في اقرب سلة قمامة!

سيدتي الجميلة..

حشمتك ووقارك سر قوتك وعلو قيمتك في المجتمع، الجمال نسبي حقاً بين البشر ولكن في كشفه المبتذل لكل من يستحق ومن لا يستحق يضحيه رخيصاً هيناً ويفقده قيمته التي يستحقها، لن احدثكي عن كم المصائب والكوارث التي يجلبها ذلك التبذل علي مجتمعك بما فيه من احباب واقارب لك وتكونين بذلك سبباً في هلاكهم وضياعهم سواء بشكل مباشر او غير مباشر، ولكنني اذكرك بحريتك وكرامتك التي تتنازلين عنها طواعية وانتي مغرر بكي بشعارات لا تقنع صغار الاطفال بصحتها، وكأنك تفرين خارج قفص الرق والعبودية لتدخليه من باب آخر!

كما ذكرت لكي الجمال نسبي ويتخذ صور شتي منها جمال الشكل وهذا الصنف من الجمال ان لم تزينه العفة والحشمة فتطيل امده وتزيد نضارته ورونقه وقيمته فسيغدو تسلية لأقذر الحشرات، ولن يقربه غيرها!

اللهم اني قد بلغت.

تعليقات

المشاركات الشائعة